تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ

تاب الله على النبي

المصدر والنص
لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة:117]


الاجابة باختصار
التوبة هنا هي التخفيف

التفصيل

يحاول المخالفون كعادتهم ترويج الاتهامات للحط من قدر النبي صلى الله عليه واله ونفي افضليته على سائر الخلق ومنهم من اراد ان يتهمه صلوات الله عليه واله بانه في ساعة العسرة كاد ان يزيغ قلبه فتاب الله عليه من هذا الذنب العظيم
ويجيب الشيعة اتباع الكتاب والعترة رضوان الله عليهم كما يلي:
اولا:
لاتعني التوبة هنا هي وقوع الذنب والعياذ بالله وانما هي التخفيف كقوله تعالى في سورة المزمل
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (20)
وهذا ماقاله الطبري في تفسيره
وقوله: ( عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ) يقول: علم ربكم أيها القوم الذين فرض عليهم قيام الليل أن لن تطيقوا قيامه ( فَتَابَ عَلَيْكُمْ ) إذ عجزتم وضعفتم عنه، ورجع بكم إلى التخفيف عنكم.
ثانيا
الزيغ الذي ذكرته الاية انما كاد ان يكون في فريق منهم وليس كلهم
مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ
فمن يقول بان النبي صلى الله عليه واله من فريق الزيغ فهذا نصب وعداء واضح لانه الاولى ان ينزه النبي كما نزهه الله ونزه الفريق الاخر الذي لم تشملة كلمة الزيغ الذي كاد فالنبي خيرهم ولا يصح ان نجعله من فريق الزيغ والعياذ بالله
ثالثا
على الجاهل للتفسير ان يرجع الى ماورد عن اهل البيت عليهم الصلاة والسلام وان لايفسر بمزاجه المدنس بالنصب وقد اجاد اتباع الكتاب والعترة في قولهم في تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج ٥ - الصفحة ١٣٧ تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج ٥ - الصفحة ١٣٧ وأما الآية الثانية: فإنها نزلت في شأن كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية، وذلك أنهم تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يخرجوا معه، لا عن نفاق، ولكن عن توان، ثم ندموا. فلما قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة، جاؤوا إليه، واعتذروا، فلم يكلمهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتقدم إلى المسلمين بأن لا يكلمهم أحد منهم، فهجرهم الناس حتى الصبيان، وجاءت نساؤهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقلن له: يا رسول الله! نعتزلهم؟ فقال: لا ولكن لا يقربوكن. فضاقت عليهم المدينة، فخرجوا إلى رؤوس الجبال، وكان أهاليهم يجيئون لهم بالطعام، ولا يكلمونهم، فقال بعضهم لبعض: قد هجرنا الناس، ولا يكلمنا أحد منهم، فهلا نتهاجر نحن أيضا! فتفرقوا، ولم يتجمع منهم اثنان، وبقوا على ذلك خمسين يوما، يتضرعون إلى الله تعالى، ويتوبون إليه، فقبل الله تعالى توبتهم، وأنزل فيهم هذه الآية.
(1) ساس الطعام: وقع فيه السوس، وهو دود يأكل الحب. والمدود: الطعام الذي صار فيه الدود، وكل شئ من الأدهان مما يؤتدم به إهالة. وقيل: الدسم الجامد. والسنخة: المتغيرة الريح.
(١٣٧)
المعنى: (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار) أقسم الله تعالى في هذه الآية، لأن لام (لقد) لام القسم، بأنه سبحانه قبل توبتهم وطاعاتهم، وإنما ذكر اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم مفتاحا للكلام، وتحسينا له، ولأنه سبب توبتهم، وإلا فلم يكن منه ما يوجب التوبة. وقد روي عن الرضا علي بن موسى عليه السلام، أنه قرأ: (لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والأنصار) (الذين اتبعوه) في الخروج معه إلى تبوك (في ساعة العسرة) وهي صعوبة الأمر. قال جابر: يعني عسرة الزاد، وعسرة الظهر، وعسرة الماء. والمراد بساعة العسرة: وقت العسرة، لأن الساعة تقع على كل زمان. وقال عمر بن الخطاب: أصابنا حر شديد، وعطش، فأمطر الله سبحانه السماء بدعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعشنا بذلك (من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم) عن الجهاد، فهموا بالانصراف من غزاتهم، من غير أمر، فعصمهم الله تعالى من ذلك، حتى مضوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم (ثم تاب عليهم) من بعد ذلك الزيغ، ولم يرد بالزيغ هاهنا الزيغ عن الإيمان (إنه بهم رؤوف رحيم) تداركهم برحمته، والرأفة أعظم من الرحمة




الاتصال بنا(ql3tsh.gmail.com)